الثلاثاء، 27 مايو 2014

اللحوم الحمراء غذاءٌ ذو حدين


تمثل اللحوم الحمراء ركناً أساسياً من أركان النظام الغذائي لدى الكثير من الشعوب بينها العرب، ولا يمكن إنكار أن هذه اللحوم تحتوي على عناصر غذائية أساسية للجسم وضرورية لكل الشرائح العمرية.
وإذا حاولنا أن نلقي نظرة على محتويات اللحوم الحمراء نجد أنها عالية القيمة الغذائية، فهي تمد الجسم بالبروتينات التي تضم كل الأحماض الأمينية، بما فيها الأحماض الأساسية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها. وتعد البروتينات مهمة للجسم من أجل عمليات البناء وإصلاح الأنسجة المتضررة. ويمكن تأمين ثلث حاجة الإنسان من البروتينات بتناول ١٠٠ غرام من اللحم.
ويحتوي اللحم الأحمر على معادن مهمة للغاية أبرزها الحديد الضروري لصنع كريات الدم الحمر وبالتالي منع الإصابة بفقر الدم. وإلى جانب الحديد، هناك معدن آخر لا يقل أهمية هو الزنك الذي يعتبر وجوده ضرورياً لإنجاز عدد من العمليات الحيوية، مثل الحفاظ على حاسة الشم، وتنظيم مستوى السكر في الدم، وتقوية الجهاز المناعي لمواجهة العدوى الجرثومية والفيروسية.
وتمد اللحوم الحمراء الجسم بحزمة من الفيتامينات، أهمها فيتامينات المجموعة ب، مثل ب١ الضروري لوظائف الأعصاب وأداء العضلات وإنتاج الطاقة. وب٢ الذي يساعد في انجاز عمليات الأكسدة والكثير من التفاعلات الحيوية. وب٦ الذي يساعد في تفكيك الأحماض الأمينية غير الأساسية وسكر الغلوكوجين وفي انتاج الطاقة. والفيتامين ب١٢ الذي يساعد في تكوين الحامض النووي وكريات الدم الحمر ويحافظ على صحة الأعصاب.
أما الأخطار المحتملة التي يمكن أن تسببها اللحوم الحمراء فهي:
> الإسراف في تناول اللحوم الحمراء يخلق بلبلة على صعيد عملية الهضم وتشكل غازات نتيجة حدوث التفسخات.
> كثرة استهلاك الأحمر قد تمهد إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وإلى إشعال فتيل مرض النقرس.
> بينت دراسة أميركية أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء التي تحتوي على معدلات عالية من الحديد يساهم في زيادة عملية التأكسد في الجسم ما يؤثر في مختلف الأعضاء، خصوصاً الدماغ.
> كشفت دراسة حديثة أشرف عليها باحثون فرنسيون أن الإسراف في استهلاك اللحوم الحمراء يفتح الطريق أمام الإصابة بالداء السكري النوع الثاني الذي يعتبر من أهم الأمراض المزمنة على مستوى العالم. وأشار الباحثون إلى أن هذه اللحوم تعرقل من تحول السكريات الموجودة في الأطعمة إلى طاقة بسبب صعوبة هضمها.
> أظهرت دراسة واسعة قام بها باحثون من كلية طب هارفارد أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء، خصوصاً المعالجة منها، يزيد خطر الوفاة بالسرطان والأمراض القلبية الوعائية.
> ذكرت دراسة طبية حديثة أن الأشخاص الذين يفرطون في أكل اللحوم الحمراء ولا يتبعون أنظمة غذائية متوازنة هم أكثر عرضة لاضطرابات النوم.
> كشفت دراسة بريطانية أن الأشخاص الذين يتناولون ١٠ قطع أو أكثر من اللحم الأحمر أسبوعياً يكونون أكثر عرضة لفقدان البصر.
أما عن تأثيرات اللحم الضارة فيعزوها الباحثون إلى غناه بالدهون المشبعة والكوليسترول السيئ والحديد والصوديوم. أيضاً، فإن قلي اللحم الأحمر وشيه يساهم في توليد مركبات لها علاقة بزيادة خطر نشوء خلايا سرطانية. ويعتقد الخبراء أن خطر اللحوم الحمراء هو نتاج عملية تراكمية، فكل قطعة يأخذها الشخص زيادة عن حاجته تزيد من نسبة الضرر.
هل يعني كل هذا أنه يجب العزوف عن أكل اللحوم الحمراء؟ بالطبع لا، فاللحوم الحمراء سلاح ذو حدين، فهي تملك فوائد عدة من جهة، لكنها على الجهة الأخرى قد تسبب حزمة من المطبات الصحية في حال المبالغة في أكلها، من هنا فمن الحصافة أن نستهلكها بإعتدال من دون إفراط ولا تفريط للحصول على فوائدها وتفادي أضرارها. وحبذا لو وقع الإختيار على اللحم الأقل دهناً.

المصدر / جريدة الحياة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق